الصيف ينعش صناعة الشماسي في الإسكندرية
كتب - احمد علي
على غير عادته
طوال العام، يفتح الرجل الستيني حامد محمود صاحب ورشة تصنيع الشماسي الشاطئية في محافظة
الإسكندرية شمالي مصر، باب محله مبكرًا، مبتهجًا متحمسًا، في انتظار زبائنه من
مستأجري الشواطئ وإدارات الأندية البحرية والذين يسعون لتغير وصيانة الشماسي
القديمة استعدادًا لموسم صيف جديد يحلمون فيه بتحقيق الربح الكبير.
فمع حلول
الصيف من كل عام، تبدأ شواطئ الإسكندرية في استقبال مرتاديها، بعد انتهاء امتحانات
غالبية الصفوف الدراسية، وهوما يستوجب تحديث معدات البحر من شماسي وكراسي
وترابيزات ، وغيرها من البضائع التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشاطئ والبحر.
وتشهد مهنة
صناعة الشماسي والمظلات صدى وإقبالاً كبيرين خاصة في منطقة سوق الجمعة بوسط
المدينة الساحلية والشهيرة بوجود عديد من الورش المتخصصة في تصنيع لوازم البحر
ويحرص اصحابها علي شراء كميات اضافية من الأخشاب والأقمشة وغيرها من الخامات
لمواجهة الطلبات الجديدة لشراء المظلات والتي تزداد وتنتعش في فصل الحرارة .
ويقول
"عم حامد" كما يطلق عليه المتعاملين معه لـ"العربي الجديد":
أنه يعمل في مهنة تصنيع شماسي وكراسي البحر منذ عشرات السنين، وقد ورث وأشقاؤه
الورشة وما فيها من معدات وزبائن واسم وشهرة عن أبيه وقبله جده، مشيرًا إلى أن
مهنته تحتاج أنواعًا من الفنون في اختيار الألوان وتنسيقها، والأخشاب خفيفة الوزن
وفى نفس الوقت "متينة " لتتحمل الاستخدام بدون أن تنكسر.
وعم حامد مثلة
مثل غالبية العاملين فى صناعة الشماسي يواظب على عمله في محله الصغير وسط المدينة
الصغير ومصدر رزقة الوحيد للأنفاق على
اسرته إلا إنه يصنف ورشته على انها "الأقدم" في هذا السوق.
وأكد على
اعتزازه بمهنته التي وصفها بانها حرفة يدوية قديمة تتطلب مهارات خاصة، لصناعة
المظلات وكراسي البحر بجودة عالية، بداية من الاختيار الجيد للخامات وحتى تصنيعها
وتقفيلها على أفضل وجه للحفاظ علي الزبائن وسمعة المكان.
يستعيد الرجل الستيني
شريط الذكريات مع المهنة منذ أن كان في العاشرة من عمره قائلا :يمثل فصل الصيف
واقبال المواطنين علي المصايف وطلب الاستجمام على شاطئ البحر الفرصة الذهبية لكثير من صناع الشماسي لزيادة الانتاج وعمل
تصميمات جديدة من المنتجات حيث حيث يعتبر من اكثر الأوقات التي تزدهر فيها
المبيعات والاقبال على الشماسي والكراسي .
واضاف أثناء
جلوسه خلف ماكينته الخياطة يوجد اكثر من ورشة لصناعة شماسي البحر بالإسكندرية تمثل
تلك الحرفة باب ومصدر رزق لأصحابها الا ان منطقة سوق الجمعة هي المركز او المكان
الأكثر شهرة بين قاطني المدينة الساحلية بسبب مهارة وكفاءة العاملين والتي يشهد بها الجميع.
واشار إلي أن
أنواع الزبائن او العملاء اختلفت عن عقود مضت، كما ان العائد أو المكسب ليس كما
كان في الماضي فغالبية الناس تقوم بتوفير او تقليل الاحتياجات بسبب الاحوال
الاقتصادية والغلاء لاسيما وأن الشواطئ في ذلك الوقت لم تكن مؤجرة، بل كانت مفتوحة
بشكل مجاني لكل من يريد الاستمتاع بمياه البحر، ولكن دون تقديم خدمات.
وتابع : اما
اليوم فالأكثر تعاملا هم تجار ومستأجرو
الشواطئ في الإسكندرية والساحل الشمالي، وفى بعض الاحيان قد يكون من بينهم أصحاب
شاليهات او وحدات مصيفيه خاصة ويأتي في المرتبة الثانية الصيادين ومحبى الصيد.
ويتفق معه وليد
البرنس، صاحب إحدى ورش الشماسي المجاورة قائلا
تغير نوعية الزبون أثر على شكل الشماسي، فالآن يأتي مستأجر الشواطئ لطلب
كميات كبيرة منها بذات الشكل والمواصفات، ويرفض أي تنويع في الألوان أو المقاسات،
لكن في الماضي كنت أبُدع في الأشكال والألوان والمقاسات عندما كانت الشمسية
والكراسي من المتطلبات الاساسية التي تحرص
كل اسرها علي اصطحابها عند ذهابهم للشاطئ.
و رفض" البرنس"
وصف مهنته بالموسمية أو المؤقتة قائلا
نعمل في جميع شهور السنة، الا ان الموسم
الذي يشهد رواج واقبال هو بداية فصل الصيف، أما باقي العام فنُرشد مصروفاتنا، نعتمد فقط على تسويق
منتجاتنا للكافيتريات والمطاعم والمحلات التجارية وفى بعض الأحيان تصنيع غطاء
السيارات و ستائر البلكونات .
وحول التطور
والتغييرات التي طرأت في المهنة على مدار السنين قال كل شيء اختلف بداية من الاذواق او الخامات حتي
عمليات التجهيز والتصنيع كان يقوم
بها" الصنايعي" بدون مساعدة اما الان
يوجد ورش والات حديثة في كافة
المراحل وهو ما يجعل تصنيع الشمسية سهلًا
عند طلبها، ولا يستغرق أكثر من 3 ساعات، وتقل المدة إلى ساعة ونصف في حالة طلب
كمية كبيرة في طلبية واحدة.
واشار الى ان
الخامات كانت أفضل في الماضي، وكلما مر الزمن ترتفع أسعارها وتقل جودتها، ونضطر
لتصنيع درجات متفاوتة من الشماسي، والتي يُحدد سعرها بناءً على نوع الأقمشة
والخامات والخشب المستخدم ومتطلبات
الزبائن .
وأوضح "
البرنس أن ظهور الشماسي رديئة الصنع او
المستوردة من الصين، بأسعار منخفضة وجودة أقل من المصري، هو أكبر من ينغص عليهم
مهنتهم، على الرغم من أنها تصنع من خامات ضعيفة
ولا تصمد مع المستهلك أكثر من شهرين، موضحًا: متوسط سعر الشمسية حوالي تصل
الى 750 جنيه وتعيش سنوات طويلة، بينما ينخفض سعر الصيني منها إلى 350 جنيهًا فقط.